أهلًا أرساني ..
لقد مر زمنًا يا رجل منذ أن سمعت منك شيئًا .. لا أدري ماذا يدور معك .. لعله ليس
الكثير، لكني قلقي إزداد مؤخرًا لما بدر في مخيلتي نحوك- وأنا أعلمك جيدًا في هذا
النحو!
هل تغلب عليك العالم الباهت الذي لطالما أذممته؟! .. لست أنطونيوس في النهاية
..هاه!
لم آت يا صديقي إليك كي أفتش عن أوجاعك حتمًا! لكني فقط متعجب .. بل مندهش من
العالم .. رغم أني توقعت هذا ... ورغم أني متيقن إنه من داخلك قد توقعت كل هذا يا
أرساني .. كل ذلك الألم توقعته .. حتى لو لم يكن على مستوى القظة ... جزء ما
بداخلك كان يتوقع أن ينتصر الكون الحتمي على الكون السحري الذي طالما أمنت به ..
بل تشبثت به ... وعاش فيه عقلك وقلبك سويًا على أمل أن يتحقق هذا ... متيقنًا أن
كل شيء هو علامه من ذلك الذي يدور حولك! .. كنت تعيش على أنك فنانًا.. أنت جوش
رادنر في Happythankyoumoreplease
تعيش في فيلم درامي فلسفي أنت حتمًا بطله ..
أنت المبدع والبقية مجرد مشاهد باهته! كم هي ساخرة الحياة!
أنا يا صديقي على علم تام أن الأصعب من ألم مشاهدة قسوة الحياة تنتصر .. والانتصار
في عيون الواقعيين .. هو محاولتك أن تكون مثلهم .. أن تقتل بداخلك كل هذه الأفكار
الملونة .. أن تترك كل هذا ولا تعود إليه .. ذلك الذي كان جزء منك .. عليك أن
تقتله لعل وعسر أن تدرك الذين سبقوك قدمًا في سباق كان أرساني يسخر منه على تبه
عالية.. ربما لأنه كان المختار؟! لا أحد يعلم لماذا .. لكنه كان دومًا مختلفًا! أن
تعتاد على مشاهدة عالمك القديم ينهار أمامك يوميًا وأنك ملزم بالمشي في الأنقاض
لتلحق نفسك من التهلكة شيء كفيل أن يجرد منك المشاعر! .. حزين كونك مضطرًا لتتابع
السير متجاهلًا رؤية تلك الضقائر المعقودة! لتتذكر أغنية قارئة الفنجان ... هل أنت
من كان عند العرافة؟! .. يا ولدي!! هل كانت تلك الصدفة لتمر مرور الكرام قديمًا في
العالم السحري ؟! ... كلا لم تكن فكل شيء كما في النبؤة! ... الأسواء من نيران
الخذل هو دخان الأنقاض الذي تشاهدها الآن! هل تعود لتهمس تلك الأفكار بداخلك ثانية؟! ..
ربما تلمس في داخلك ذلك الطفل .. لتيقظ أحلامه ... لتعود لتطرد بعنف كل تلك
الأفكار... لأن الأسهم اخترقتك! ولم يعد بمقدرتك أن تعيش وهمًا .... ثم هل كنت
تعيش وهمًا بالفعل ؟! أم إنه العالم من زين لك هذا .. ماذا إن كنت وثقت بما عاش في
داخلك دومًا .. وجريت هائمًا وراءه؟!
هل كنت وصلت للجنة .. أم تكون الجنة سرابًا مفاده ما تراه الآن ... هل نحن في
الجحيم؟! ... وإن كنا فأين المهرب يا أرساني ... أين؟!
هل هو في أن تعود للجنة التي بداخلك ؟! .. ماذا إن كان وهمًا.. ألا ترى ماذا حدث
لنا بسببك ؟! ... أنت لم تثق فيَ! ... يا إلهي ها أنت مجددًا!