هل انتهى الكلام يا أرساني ؟!
لا أدري يا رفيقي .. لكن هذا ما بات يشغلني مؤخرًا .. أو ربما هذا ما صار يتبادر إلى ذهني من فترة لأخرى .. باتت تلك الفترات تتباعد وتتباعد .. حتى صار الأصل سرابًا .. اعترف اني من يتمسك بطرف من القديم .. حتى لا نصير كالحاضر الجاف! ولكن أليس بالأحرى علينا أند ندعنا من القديم ولا نعود ننظر لعمود الملح لكي لا نصير مثله .. مجرد تذكار عارِ.. مجرد أفكار أشعلت حاضرها .. لكنها أبدًا لم تمتد لحاضر أخر! شغف مؤقت مات مع الأيام .. تجد بقياه في ورقة قد مرت عليها الأيام إصفرارًا .. لكن أليس من الأحرى أن نطلق هذا العتيق .. ننظر للأمام .. هذا الذي في الآن... ألا ننتظر شيئًا بعد الآن .. أن نذهب ونأتي به. ففي حال كنت لا تعلم، الوضع الآن مختلف .. ما من قيود تزين يدي الآن وقدماي حره طليقه .. تلك القيود الذي لطالما ظلت معانقه لذلك القديم .. الذي لازلت تعانقه!
فأنت يا عزيزي، عظيم في التمسك، الأعظم ربما، لكنك تتمسك بالمرسى في بحر لا تُنظر أعماقه! فما جزاه التمسك بالقديم سوى الغرق. رأيت في رؤية ذات مرة قريبًا غرابًا .. قال لي الكثيرون أنه نذير شؤم! .. لكني كنت متيقنًا -ولا أعلم لماذا- أنه يرمز لشيء أعمق .. يحمل شيئًا أكثر أصالة .. كان أعلى التلة ينتظر ... فنظر إلي نظرة استمرت لثوانِ.. لكنها مرت كالسنون، أخبرت بالكثير .. ثم طار عاليًا حيث امتداد السماء .. طار للعلي!
لعل هذا الغراب هو أيضًا انتظر سنونًا في مكانه .. ثم أدرك أنه حال وقت الرحيل! لعله يصرخ الفخ انكسر ونحن نجونا ... هل مازال يحمل بعض من الأسى ؟ ..بالتأكيد! .. لكن الكثير من الفرحة هي تعزياته .. مجرد تيقن أنه حر طليق .. في سماء لا يشاركه فيها أحدهم! فلا عقابًا يقف أمامه ولا صقر يمس منه ريشة! هي بمثابة أعظم انتصار.. الخروج من متاهه. مبارك من انتظر للنهاية يا أرساني! من قاتل لأجل شيئًا لأخر نفس . من اتخذ جانب الضعيف وأمن به !!
ولكن هل ينسى القدير من مسح كلمات لا ينطق بها ... لا أدري لماذا .. هل لأنه يتمسك بشيء من القديم .. لا أدري!
هل فات الأوان للحاق بهذا الغراب .. لا أدري .. القرار قرارك!
لكني اعتقد انها مرت كالثواني!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق