الجمعة، 4 يونيو 2021

أعالي الهاوية

 






أنا قد صعدت إلى أعلى الجبل الذي يمكث فيه القدير .. حيث فتات تلك الوصايا القديمة .. أدركت النور وعلمت أنني منه ... لكنني  دائمًا ما تسائلت عمّا يجعل نفس الإنسان تشتهي أن ترى الضفة الأخرى .. فينتهي به الأمر شريدًا في الهاوية ..حيث لا حياة .. حيث لا مخلص!

هل تريد أن تعرف كيف سقطت؟! ... لعلك تستعجب أنني مازلت مضيئًا... باهتًا بعض الشيء ربما، لكن مازال إنعكاسي  يرهق عينك السوداء! .. فأنا لم أهوى إلى أسفل الهاوية .. لم تطأ قدماي الجحيم! .. لكن قدماي لم تسطيعا أن تلمسا طرف ذلك الجبل ... وقلبي لم يعد يراه!

من أنا؟! أنا ذلك الملاك الفاسد ... كنت عنده صانعًا! .. أنا من صعدت صلواتي صغيرًا إلى أعالي السموات! ... كنت الأجمل .. الأقوى .. الأعظم! .. كان مقدرًا لي أن أملك تلك العيون السوداء!

لا يمكنك أن تسرد ذلك العور مرة واحدة .. فالزمن ... الزمن يسرق منك كل شيء! ... مهما بدا لك كل شيء ثابتًا! .. إياك أن تترك الراعي والقطيع .. وتصرخ في نفسك متمسكًا بكبرياء يعوض الشوكه المزروعه في النفس، "هل ارتدى أحدًا الثياب البيضاء غيري؟" .. " هل صعد أحد مثلي عن يمينه ؟! " أنا خدمت الرب سنينًا! وحينما هويت عن التل رأيت ما خفي عن بني البشر ... حتى ظنو بي الجنون!

فانكشفت عورتي أمام نفسي في المرآة حينما نظرت... فلم أنظر نسرًا بل غرابًا قاتمًا ... الأعلم أنه قد مر وقت طويل منذ أخر رسالة لي، لكن عليك أن تلتمس العذر لي، فلم أعد جيدًا في مثل تلك الخطابات!
...  تلك الألوان القاتمة التي كنت أصورها لك في كتاباتي أضحت أمامي .. تلك التبة التي صورتها لك في رسائلي.. أصبحت مبيتي! .. تلك الليلة المظلمة أصبحت واقعي ... نجوم السماء لا تلبث أن تتحرك من مكانها .. كأنها تشهد ساخرة على القدر! ..  لماذا يؤمن الإنسان؟! هل لأن الموت دون أمل يزيده مرارة؟ .. وهل يزداد الموت مرارة؟! أم لأنه يرى في نفسه معجزة .. بل نور ربما؟! نور لطالما صدر عنه ... هو فيه الحياة كلها! يؤمن لأنه يشاهده معجزة .. ويضل لإنه قد اعتاد على رؤية النور .. فلم تصبح معجزة بالنسبة له بعد ذلك! 

 

الأربعاء، 18 مارس 2020

مهما تكرر الدرب!





لماذا يتكرر كل شيء ؟!
ألم أركض في هذا الدرب دهورًا ؟! ...
لم تكل قدماي عن الركض يومًا ....
كانت تلك الوصية .. كانت تلك الشريعة
ألا تمل عن الركض .. لا تنظر إلى الخلف لئلا تهلك!
مهما تكرر الدرب .. مهما حفظت الطريق ...
لعلك تطاولت وسألت ابيك في حداثة عمرك .. ماذا يحدث إن توقفت ؟! .. ماذا يحدث إن أخفقت؟!
لعله نظر تحت قدماه في حسرة وهمس في صوت خافت، حزين:  "إن توقفت تموت" 
هكذا حُفرت الشريعة ... هكذا بدأ الصراع
لا أدري أي لعنة أصابت مزود ذلك الرضيع
تلك اللعنة التي جعلته لا ينسى أي شيء!...
.. يعيش حياته كلها متذكرًا كل التفاصيل..
ألم يتكرر هذا الدرب ... ألم أكن سعيدًا وفي أوج لهفتي وحداثتي.. يأخذني منحدرًا للهلاك!
ألم أصعد منه مضطربًا !!
وتتابع الدرب .. فيمر المنحدر وتمر البركة المُظلمة! .. الم يمر ذلك الشجر الذابل ؟!
ألم ترى بعد ذلك شجر التوت .. فسرعان ما تجرى لتحصده في لهفة .. فلعل الحياة تطيب .. وتصدق النبؤءة
فربما صعدت صلواتك يا عظيم!
تجري وراء تلك الشجرة .. وراء ذلك الأمل .. تلك العيون!
ثم تجدها مجرد سراب! ...
ألم يتبعك هذا القمر ؟!
هل أخبرك سرًا .. ولا تظنني ساذجًا!
لطالما اعتقدت أنه ملاكي الحارس! ..
.ملاكي أنا وحدي ... ولا تنظر إلىّ تلك النظرة!
أتعلم ما المؤلم يا رفيق ؟!
أنه رغم معرفتك بكل تفصيله بالطريق ..
 مازل يراودني الأمل حينما ألمح شجرة التوت ... تلك الشجرة التي كادت أن يقتلني الشوك وصولًا إليها !
كل مرة انظر اليها في أمل ... ألم ... تردد ... تذكرني بماضي اليم .. تذكرني بشريعة هلاكي ..
ثم يتصاعد هذا الصوت في عقلي .. فيتحول العالم من حولك فجأة ... ليصبح ذلك العالم السحري الذي اعتادت عيناك أن تراه صغيرًا .. لترى ابيك بجانبك مبتسمًا وأنت تنظر للقمر الذي يتبعك .. لملاكك الحارس ربما!
فتجد نفسك على بعد ميل من تلك الشجرة .
هل يتلاشى عالمك السحري في كل خطوة تجاه الشجرة! .. ليأكلك الظلام تدريجيًا ؟!.  أم هل جاء الوقت لتصدق النبوءة ... لتنقذك ملائكتك بعدما تركوك وحيدًا!
... هل تجد الحية فوق الشجرة؟! ... الظلام يزداد .. والعالم من حولك يختفي .. وقد بدأت قدماك في الكلل .. وقلبك في الخفقان سريعًا كقدماك!
ليس أماك إلا ان تغمض عيناك وتخلع نعليك وتركض ... فتذكر ... إن وقفت، موتًا تموت

الأحد، 20 أكتوبر 2019

لأن عيني قد ابصرتاك!



هل ظننت يومًا أن ينتهي بك الأمر هنا ؟!
 
جالسًا على تلك الخشبة المتهالكة في منتصف طريق الهاوية منتظرًا لحافلة كمثل أولئك الناس الذين شاب بهم الزمن انتظارًا؟! ... هل توقع عقلك الحالم هذا قديمًا .. حينما كنت تحكم العالم في أحلامك!
لعلك لم تعلم حينها أن تلك الأحلام تعود لتطاردك .. كي تأنبك!
تعود لتبعث ذلك الصوت في خاطرك ... لتشعل المشاعر بداخلك مجددًا  .. فتتذكر كل شيء! لتدرك أنك لم تنسِ يومًا! .. تتذكر الليالي الذي أمضيتها مفكرا بتلك الأحلام .. بتلك العيون السوداء!

 .. أري أن عيناك قد بدأت في الاضطراب ...لكن أنت وحدك تعلم؛ لن تعطيك الحياة تكريمًا لكونك الأعظم في عالمك! ... عليك أن تحارب في عالم أكثر مللًا بكثير .. عالم محدود، متوقع، كرقعة الشطرنج .. يأخذك التفكير في الاحتمالات بالساعات .. لكنك لا تضمن غدرها ... يستطيع هزيمتك بسهوله مهما عظمت حساباتك! ... فتعود لعالمك باكيًا..
.
فتعود وبداخلك ذلك الشعور الدفين بداخلك بالتعويض المستقبلي الحتمي.. ربما  بأن تنشق السموات منادية باسمك في منظر مهيب! .. نعم فلا تعزية مناسبة خلاف تلك ، حياتك كانت مؤلمة حقًا .. تلك الذكريات ... تلك الأحلام والظروف!
ربما أيضًا أنك اعتقدت أن كل ما ستناله في المستقبل سيكون لك ...ورغم ما يبدو عليك من تبلد ديني وواقعية أمنت من كل قلبك بهذا الوعد؛ ألا يقف إنسان بوجهك! أمنت بأنك المختار .. ذلك الأنين القديم سُيستجاب ليشق السموات مجددًا!
تحدثت قديمًا عن الوهم ... أن تعتقد في نفسك شيئًا ليس هو بموجود ... أن تعتقد أنك تعرف نفسك تمام المعرفة... وأنك إنسان عقلاني لا تشوب قراراتك ذرة عاطفة ...كيف لا وأنت فاتح دروب التفكير الحر! ... ذلك التفكير البعيد كل البُعد عن الميثولوجيات التي يروجونها المتوسطون... «أولئك العبيد» ... هل فهمت الآن ما يجري؟!
مهما عرفت وتعمقت في الحقائق القائلة أن الإنسان صدفة بحته في كون شاسع متمدد ربما ضمن أكوان لاحصر لها! .... مهما علمت إنه لا مركز للكون ... ستظل تعتقد في أنك الأوحد ... المركز ... لأن هذا هو مركز وعيك .. أن تعتقد أن كل شيء يدور حولك ... الاثنى عشر كوكبًا... ذلك الإنسان الاول اعتقد هذا أيضًا، قبل أن تصيبه أفعى لتودي بحياته الفانية! ...
هل مازال يقودك الوهم؟! ... ربما تظنني قاسيًا بعض الشيء .. لكني قد مللت .. أكثر مما تتوقع ... أنا قد صعدت إلى الأعالي، على يمينه كنت.. وانتهى بي الأمر في الهاوية مفكرًا حينًا ... منتظرًا منظر تلك السموات المفتوحة حينًا! .. إلى أن امتلكني الظلام! 
لعلك تتساءل من أنا؟!
اراك تلتفت بجانبك كي تتأكد إنه مجرد صوت في عقلك .. وليس رجل عجوز قد شاخ به الزمن منتظرًا إياك كي يوجه لك النبؤة! .. لكي يترجى إلهه أن يطلقه ... كنت أتمنى أن أكون هذا الرجل، لكن عيناي لم تبصرا خلاصًا بعد!  
لكن يبدو أن الصوت الحالم بعقلك قد شاخ في هذا العالم الحقيقي القاسي... وأصبح ذلك العجوز المتمرد المتشائم دومًا! .. لكن مهما عظمت العقلانية .. يظل قبله دائمًا منتظرًا للخلاص!

الخميس، 21 مارس 2019

تلك الرسمة!





لا أدري عن سبب إرسالي لتلك الرسالة؟!
لكن أنيني قد عظم جدًا، وقد بحثت عنه في جميع الأماكن .. قد يبدو كلامي مبهمًا بعض الشيء .. لكنني لا استطيع البوح أكثر فأنا إنسان ثقيل اللسان .. أتذكرين تلك الليلة التي اثنيتي فيها على لوحتي التي كنت ارسمها؟! .. أنا أذكر .. كنت سعيدًا حينها إلى أن عقب سؤالك عن سبب تلك الموهبة، وحينها حولت الحديث لشيء أخر تافه! بعدها حولتي سعادتي لتعاسة حينما سألتيني عن تلك الفتاة المرسومة!

سبب تعاستي الاول أنني لم أرد أن أطفئ تلك الشعلة التي في عينك بحقيقة ذلك الشيء الذي تدعونه موهبة. ذلك الألم الدفين .. الذي حول ذلك القديم .. إلتف حوله إلى أن قيده، لوّن ثناياه الداخلية ...  وجعله عاجزًا تمامًا عن التعبير إلا من خلال ذلك الثقب .. فلا ينخدع عقلك بالألوان المبهرة المتصاعدة من خلاله.. فالأبخرة المتأنقة مجرد إحتراق ما كان سليمًا بالداخل! ..فذلك الرسام كالغريق في غرفته .. وتلك اللوحات كنفس النجاة من أفكاره وصور عقله المندفعة التي تسعى وراء ليله!
وذلك الشخص ثقيل اللسان .. كموسى كان! لكن القدير لم يعطه عصا، بل أعطاه قلمًا!
يعبر به عمّا يدور حقًا بالداخل .. ربما أيضًا قد طوروا تلك الشخصيات الزائفة التي يصوروها،  فما هي إلا حيلة دفاعية للهروب! .. وربما أيضًا للتعامل مع الوسط الخارجي! .. هذا الذي يجعل الإنسان يهرب من حقيقته بحثًا عن رفاهية ما، متوهمًا أنه سيصبح أكثر سعادة حينما يصبح محتضنًا مع القطيع!
لكن ماذا لو ربح الإنسان العالم كله وخسر ذلك القديم! ذلك الذي يمكنني أن أراه من خلالك!  .. حقًا، لا يمكن وضع وصف لمدى تغير سلوك الإنسان .. أو بالأحرى مدى تعقيده ورسم متاهات لإخفاء ما يدور حقًا بداخله .. إلى أن يتهي به الحال تائهًا فيها!
ما يحزنني الآن، أن ذلك الذي كان بجانبي البارحة.. ذلك الذي كنت اتصارع معه أعلى الجبل .. تركني واعتكف في محرابك! .. لم يأت الوقت بعد لأعرف هل وفى بوعده وباركني! . أم أنني قد ضللت الطريق؛ وأن ذلك العالم سيعود بشكله العبثي مجددًا!  
بالطبع .. ! لم أنسى ذلك السبب الثاني الذي ألقي بي في الهاوية
أن  تلك اللوحة لم تكن مألوفة قط بالنسبة لك! ..هذه أول مرة أتمنى أن يكون رسمي رديئًا!

الأربعاء، 6 فبراير 2019

ذلك الواقعي!



نعم يا صديقي إنها الأيام تجري، وإنها لسنة جديدة ... لم استطع تحديد ما هو وقع السنة الجديدة عليك  .. فكل تلك الأفكار عنها لا قيمة لها
 أعلم أنك تحاول أن تطفئ ذلك الجزء الفلسفي بداخلك ... ذلك الشخص الذي يحمل على عاتقه تلك الأسئلة الي ليس لها إجابة .. فبت حينما تسمع أحدهم يسأل متحيرًا  "لماذا جئنا؟!" تبتسم تلك الابتسامة الساخرة، كذلك العجوز الهالك، رغم ربيع شبابك الحاضر! .. فتلك الأمور لم تعد تهمك .. رغم أن تلك التساؤلات دفينة بداخلك... كيف علمت؟!،  أنت تعلم يا حكيم، العيون مرآة الروح!  

لعلك لازلت تسأل المارة ذلك السؤال .. الغريب ربما! ... " ماذا ترى في عيوني؟! "
وأنا أعلم جيدًا يا صديقي مغزى هذا السؤال، ليس لأنك لا تعرف نفسك أو تريد أن تعرف أراء!!.. أنت يا من تعمقت في نفسك لدرجة الجنون! فأمسيت صارخًا لكي تجد إجابة قصيرة مؤقنة تريحك عن تلك التعقيدات ... لكنك أكبر من هذا !!
لعل عقلك يهيم لينسى عيونك ويتذكر عيونها الآن!! .. ولعل سلسلة الأسئلة التي تضيق بها تبدأ الآن "لماذا لا تصبح الدنيا أكثر بساطة من ذلك؟!"، مزيج من الأمل والألم والواقعية والخيال ... فعجبًا!! كيف يحل الهدوء بداخلي حينما يقاطعني أحدهم ... أو حينما أنهمك بعمل ما!.. أو ربما لا .. ربما قلت تلك الأصوات الممزوجة .. فأصبح عقلك معك .. ربما حررتك الواقعية  ... كما حررتك من عقده المخلص .. لكن تلك الواقعية أساسها الحرب!
بين ذلك الجديد .. الواقعي الممزوج بالأنانية والغرور المنطقي .. ذلك الذي يتغاضى عن ما سبب له الألم
وذلك القديم .. ذلك الطفل الذي يلعب في ركن المنزل الدافئ!
ذلك الحساس المؤمن بالأخرين .. القائم على إنكار الذات .. المفتش دومًا عن ألمه!
 أنت تعلم أنها حرب نضوج ... لكن تلك الأسئلة المحظورة .. التي ليس لها سؤال ستزيد بسؤال أصعب 
" كيف انتهي بي الأمر للحظة الحالية؟"
تلك الأسئلة الفلسفية قاتلة حقًا!..." حاول أن تكون النسخة القادمة منك شاكرة وممتنة لنسختك الحالية"
 ربما هذا ليس شعارًا مليئًا بالحياة لكنه واقعي ... كذلك أنت
هل مازال عقلك يهيم بعيونها؟!  
 

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

لربما




« تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله »
كانت تلك الجملة التي تقودني طوال الثلاثين سنة الماضية
هل تغير الكثير أخر خمسة أعوام؟!
لا أعلم فمازلت أجلس كل عطلة في هذا المكان .. ذلك التل المهجور ... حيث لا يقطنه أحد سوى أنا والمشبوهين... رومانسية مفرطة أليس كذلك؟! 
لا يمكننى سوى رؤية الأضواء المشوهة ... تلك الآمال
عجبًا ... كم عددها؟!
كم بالأحرى عدد هؤلاء الذين تحت المصابيح ؟!
هل فكر أحدهم قبل ذلك أن لكل واحد حياته .. تفاصيله .. آماله .. مخاوفه .. حروبه الخاصة ؟
بعد كل تلك القصص تجد أحدهم مازال مؤمنًا أنه مميز، وأنه الأوحد تحت تلك القبة السماوية .. أظن أن الأمر مرتبط بالنضوج
حينما كنت طفلًا كنت أظن أن القمر يتبعني حينما ذهبت ... لكن الفلكيين أصروا أن يجعلوا الأمر معقدًا أكثر من اللازم حينما بلغت!
ماذا الآن يا أرساني هل أثرت فيك محادثة البارحة وجعلتك فلسفيًا ؟!
«لماذا لم تعد تتحدث معي ؟! ... أين كنت البارحة؟! ... كيف يمكن لإنسان أن يكون بمثل هذا البرود؟! »
لكن محادثة واحدة تبسمت كلما تذكرتها..

أرساني، ماذا بك ؟!

- ماذا بي ؟!

لماذا أنت هكذا ؟!

- هذا ليس سؤالًا !

حقًا!؟ .. لماذا عليك أن تذكر دائمًا أننا كأشخاص لسنا مميزين ؟! لماذا لا تسطتيع فقط أن تؤمن ... ولا تبتسم ساخرًا أيها الحكيم .. هذه ليست بحكمة ... فالحكمة مختلفة عن تهالك الروح والتشاؤم المُفرط !

- ربما هي فقط واقعية! .. ألم يراودك ذلك الشعور، حينما يحكي لك أحدهم  إحساسه، أنك تعرف هذا الشعور جيدًا وتطلب منه أن يكتفي من سرد هذا الشعور للأنك تحفظه، بل وربما ظننت أن هذا الشعور كان لك وحدك ... تلك الفكرة أو الشعور الذي جعل الثمانية كواكب تدور حولك لم يعد لك وحدك! ... أدركت فجأة أنه هناك الكثير ممن يشعرون فقط مثلك .. وعقلهم قريب منك!.. أنا أحدثك بأبسط منطق ممكن، وأنت هنا تطالبني بالإيمان!
ربما ذلك المنطق عليك تجاهله! .. كم حدثتك مرارًا وتكرارًا

بربك! كم تكرر الجدال بين ذلك العقلاني الجاف وذلك المؤمن المنطلق!.. ألا تمل؟!

- كنت سأسألك نفس السؤال؟!
 
أنا لا أمل .. هناك بعض الأشياء لن تستطيع أنت فهمها .. لأنك استسلمت للتفكير المجرد كوسيلة للهروب من عالمك الحقيقي .. خوف من الأذى، أقنعت نفسك بأنك الأكثر حكمة ... فقدت الإيمان ... نعم المشاعر متشابهة .. والأشخاص كثيربن .. لكنهم مختلفبن .. وليست جريمة أن تظن أنك مختلف ... هذا الإيمان الذي يجعل الناس أحياء على الأقل... لن يقاضيك العالم إذا أصبحت أحمقًا وأمنت بأنك الأوحد تحت تلك القبة السماوية كما تدعوها .. فربما!

الأحد، 13 مايو 2018

ذلك العجوز




صديقي ألا تراني ؟!
لقد أرسلت لك الكثير من الرسائل ... من البطن قبل كوكب الصبح كنت معك ... حسنًا هذه مبالغة زمنية بعض الشيء ...
أنا هو ذلك العجوز الحكيم الذي تمل منه وعظًا ... أنا من جلست وحيدًا على تلك القهوة حتى شاخ كل شيء حولي ... لكني أشعر دائمًا أنني لم أشيب ...أنا  من ضيع في الأوهام عمره ... أنا هو تلك الموهبة المتذبذبة ... يوم أمدحها ويوم أنكرها... أتتعجب كيف مضى الزمن ؟! ... لا أعلم .. لكني فجأة فقدت روحي ... استسلمت .. فجأة أصبح الوقت كالشبح ... يمضي ولا تراه .. وبالطبع لشخص فقد الإحساس لن تشعر به؛ لن تشعر إلا بذلك الألم الدفين عندما ترى خصلك تصرخ بياضًا ...ذلك الموت قريب، ولكن هل أخاف فعلًا الموت ؟! .. أنا أدعوه المرحلة الثانية من الموت .. المرحلة الأكثر إراحة منه ... على الأقل لن أشعر بهذا الألم مجددًا
كنت أعود كل يوم بيتي في الليل، حينها أسأل نفسي ألم يتكرر هذا اليوم .. أحيانًا تراودني تلك الفكرة على القهوة؛ نعم .. هي نفس النكات .. هل قلت الضحكات حتى ؟! .. كلا .. لم تفقد بريقها ... نضحك لأنها تذكرنا بشيء من السعادة ... رغم أننا نعلم أنها مكررة ... لقد كنا البارة نذحك على الموضوع ذاته ... أم كان الأسبوع الماضي ؟!
فوق كل ما أكره، كم أضيق بتلك السعادة الوقتية .. التي تنقلب مع الوقت لتصبح ذكريات داكنة

وتاج تلك السعادة الكريهة هو ذلك الأمل الزائف .. هو كلمات التشجيع اليومية .. أقصى ما تفعلها تشبع احتياج العمل .. تشبع غرورك ...أتعلم أنه لطالما بدى عليً ما لا أحتويه، حقًا وما خفي كان أعظم !
لن أطيل في التفصل ... فذلك الروتين الحياتي تفاصيله لاتُعد ولاتحصى، ومع ذلك أتذكرها كلها ...وأمقتها كلها ... تلك كانت حياتي! .. من المؤلم أن تتذكر تفاصيل لم تركز فيها يومًا ... لكن اعتادها عقلك الباطن . لعل حسنة هذا أنك تعودت ألا تآبه بآراء الأخرين
إن كان لدي نصيحة يا ولدي ... فهي أن تسع وراء الالم ...أسع وراء البعيد، ذلك المجهول .. الألم على المدى البعيد أقوى وأفعل اصنع ذلك الواقع... إنما كل ما تخشاه هو ألم وقتي سيجعلك لاتصدأ ... أنت لاترى الجائزة خلفه .. لكنك لا ترى الجحيم وراء الأمان الحالي أيضًا ... قالوا قديمًا أنه لا وجود لتلك البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ... وأنها قصة رمزية ترمز لوقوف النمو .. أن تنحصر في ذاتك الحالية للأبد ... ذلك اليوم الذي يتكرر كل يوم .. فعجبًا كيف فاتني مشهد الشيطان الساقط من السماء كانجم لتلك البحيرة ! ... مهلًا !! * ضحكات تليها تنهيده *