هذا الخواء الداخلي لم يكن دومًا هكذا ...
في البدء كان كونًا ... كان جميلًا .. مثاليًا ... لكنه كان مقارنة بالواقع هشًا ... تلك المثاليات ليست عملة الواقع !!
استطيع أن أرى ذلك الكون القديم في عينيك ... تلك كانت مدينتي الحصينة ... مرآة روحك ... فهل يستطيع أن يدرك الخواء كونًا !!
أستطيع أن أحميك من أن ينهار عالمك ... ففي باطني كان ... لكنه تحول إلى خراب .. تجمد
كنت أمتلك واحدًا مثله لكن لا أدرك ماذا حدث ....
لم أكن دومًا خواء
كان هذا الكون ليتطور ... لكنه اصطدم بالواقع فجأة ... فامتزج الخيال بالواقع الضيق .... كل يجري وأنا واقف ... مفتشا عن ألمي ... الماضي ... مؤلم لكنه دافئ ... فيه كان كوني ... كانت الشمس هناك!
تلك السحب دخيلة ....لكنها لم تمر !!
كان هناك إيمان ... تسليم ... لم يلبث أن يتحول هذا لعاصفة الشك في كل شيء ... وما إن هدأت تلك العاصفة ... حتى صار الغبار يملًا المكان بالداخل ... فلا ترى ملامح ... كل متشابه ... المكان أصبح كئيبًا .. أتلك كانت عدن ؟!
جمود تام يصيبك ... ربما تجد نفسك جالسًا مراجعًا نفسك... لترى ماذا حدث ... مفتشًا في تلك الذكريات ... منذ البدء
وهل كان قبل هذا الخواء شيئًا .. هل كان هناك مشاعر ؟!
هل كان هناك إيمان ؟! ... ستشعر بالكبر قليلًا لانه كان وهمًا ... لكنك مسكين .... فالحيل الهروبية ستجد دربها لكي تعزيك يا رفيق !!
لن تعيش جحيمًا هناك .... لإنك فيه !!
لتتصاعد ضحكات بداخلي .. من ذلك السجن تخرج ... من ذلك المحبوس في المكان الكئيب المملوء بالغبار ... ذلك الذي كان قديمًا ... كان مختلفًا .... ضحكة ممزوجة بألم دفين ....
أنا ذلك الألم ... ألا ترى الندوب !!
أنا تلك القوة الجبارة !!
أنا الذي واجهت الوحش .. بين صلوات الكسالى كنت مشتعلًا بالشك !!
أنا توما وبداخلي أكبر إيمان ..
أنا الألم وبداخلي التعزيات
أنا المستقبل إن عادت الطاقة
أنا الصخرة
فأعود للواقع المزيف وأجاوب ... أنا لا شيء
لكني أجد تعزيتي .... في ذلك الإيمان أنه ربما تكمل النبؤة ...
أنه في اليوم الثالت يخرج ..
أن تلك الصخرة .... هي كنز.