أنا هنا على الطريق ..
يتكاثف الظلال من فوقي .. ربما هي السموات تُغلق أبوابها فلا يجد ضوء الإله طريقًا إلي...
أنا ؟! .. أنا لا أدري شيئًا كأني قد رُميت من العدم على الطريق .. عقلي أصبح عاجزًا عن فهم أي شيء، الظلام يكتنفني يقضي على هذا الضوء ... على الأمل ؟! .. الفلسفة أصبحت سوداء كالرؤية أمامي ..
ضربات قلبي تهدأ ... يأخذني الاستسلام حارقًا قلبي حزنًا .. ودمع العين غير معبر عن الألم!
نعم إنه أخر شعاع ... لا أريد أن أنظر إليه كي لا أتذكره فيما بعد، حينما أكون جزءًا من هذه الظلال .. وها هو قد رحل .
ها أنا ذا محبوس في سجن أسوأ وقعًا من سجن العدم .. لكنه وقتًا وستموت كل مشاعري ونصبح أنا والعدم سواء.. ظلام تام.
ولكن مهلًا ....
أتتذكر ... أتتذكر حينما كنت تحب وجودك هناك، حينما كانت تداعبك الأحلام ... ما الذي حدث، حينما كانت عيناك تشتعل شررًا بالحياة؟! .. لماذا إنطفأت ؟!
عُد ونج نفسك ... فلكل جواد كبوة، ولكل حالم كهف لليأس كهذا؛ تتساوى فيه الحياة بالموت .
لا تبك صغيري ... فأنت جميل قوي .. من أنا ؟!
أنا هو أنت .. القديم منك ... ذكرياتك الجميلة .. أعلم أن الوضع ليس جميلًا .. لكن تلك الظلال ليست مكانًا لنا ... نحن أعظم كثيرًا من ذلك
انتفض! .. أصرخ في الظلال فترتعش تلك السحب ... تذكر تلك الأغنية القديمة .. فسفر الحياة محفور في داخلك.
أتذكر حينما كنت تلون الحياة ألوانًا؟! ... فكيف باتت سوداء في نظرك !؟ .. فكيف للساحر أن يفقد سحره ؟!
وفجأة يخرج نورًا ضعيفًا من قلبك، قد اشتعل حزنًا وضعفت ضرباته .. لكنه يحاول أن يعود للنور ..
الذكريات تتراكم .. ما الذي أتى بي في الظلال ؟!... ما الذي حدث
يعود قلبك ليتقوى بتلك الذكريات ... يشتد النور .. أتتذكر الوعد الأول
لو سرت في وادي الموت لا تخف شرًا .. هناك إلهًا جميلًا قد بنى لك كونًا خلف تلك السُحب المظلمة ... هناك أصدقاء وحياة أجمل بكثير
أصرخ وقل معي ... الكلمة الأولى ... ليكن نور
ليكن نورًا في قلبك ... في حياتك ... تلك الظلال ضعيفة
أنت تراب؟! -نعم هذا صحيح، لكنك تراب النجوم؛ تلك التي كنت تراها في سموات الليل: فتشجعك على حلمك تعطيك أملًا في كون فسيح ...
أنت ابنها ومنها .... تلك النجوم تحترق من أجلك .. أتتذكر القلادة ؟!
أنت عظيم!
نعم إن السموات لتهتز ... وضوء الإله يعود شيئًا فشيئًا .. قم ولا تعود لتخطئ.. وتستلم للظلام مرة أخرى!
مهما بدا لك الظلام قويًا .. فإن شعلة قلبك أقوى ... هيا قم وحارب من أجل حلم ينتظرك!