الخميس، 21 مارس 2019

تلك الرسمة!





لا أدري عن سبب إرسالي لتلك الرسالة؟!
لكن أنيني قد عظم جدًا، وقد بحثت عنه في جميع الأماكن .. قد يبدو كلامي مبهمًا بعض الشيء .. لكنني لا استطيع البوح أكثر فأنا إنسان ثقيل اللسان .. أتذكرين تلك الليلة التي اثنيتي فيها على لوحتي التي كنت ارسمها؟! .. أنا أذكر .. كنت سعيدًا حينها إلى أن عقب سؤالك عن سبب تلك الموهبة، وحينها حولت الحديث لشيء أخر تافه! بعدها حولتي سعادتي لتعاسة حينما سألتيني عن تلك الفتاة المرسومة!

سبب تعاستي الاول أنني لم أرد أن أطفئ تلك الشعلة التي في عينك بحقيقة ذلك الشيء الذي تدعونه موهبة. ذلك الألم الدفين .. الذي حول ذلك القديم .. إلتف حوله إلى أن قيده، لوّن ثناياه الداخلية ...  وجعله عاجزًا تمامًا عن التعبير إلا من خلال ذلك الثقب .. فلا ينخدع عقلك بالألوان المبهرة المتصاعدة من خلاله.. فالأبخرة المتأنقة مجرد إحتراق ما كان سليمًا بالداخل! ..فذلك الرسام كالغريق في غرفته .. وتلك اللوحات كنفس النجاة من أفكاره وصور عقله المندفعة التي تسعى وراء ليله!
وذلك الشخص ثقيل اللسان .. كموسى كان! لكن القدير لم يعطه عصا، بل أعطاه قلمًا!
يعبر به عمّا يدور حقًا بالداخل .. ربما أيضًا قد طوروا تلك الشخصيات الزائفة التي يصوروها،  فما هي إلا حيلة دفاعية للهروب! .. وربما أيضًا للتعامل مع الوسط الخارجي! .. هذا الذي يجعل الإنسان يهرب من حقيقته بحثًا عن رفاهية ما، متوهمًا أنه سيصبح أكثر سعادة حينما يصبح محتضنًا مع القطيع!
لكن ماذا لو ربح الإنسان العالم كله وخسر ذلك القديم! ذلك الذي يمكنني أن أراه من خلالك!  .. حقًا، لا يمكن وضع وصف لمدى تغير سلوك الإنسان .. أو بالأحرى مدى تعقيده ورسم متاهات لإخفاء ما يدور حقًا بداخله .. إلى أن يتهي به الحال تائهًا فيها!
ما يحزنني الآن، أن ذلك الذي كان بجانبي البارحة.. ذلك الذي كنت اتصارع معه أعلى الجبل .. تركني واعتكف في محرابك! .. لم يأت الوقت بعد لأعرف هل وفى بوعده وباركني! . أم أنني قد ضللت الطريق؛ وأن ذلك العالم سيعود بشكله العبثي مجددًا!  
بالطبع .. ! لم أنسى ذلك السبب الثاني الذي ألقي بي في الهاوية
أن  تلك اللوحة لم تكن مألوفة قط بالنسبة لك! ..هذه أول مرة أتمنى أن يكون رسمي رديئًا!

الأربعاء، 6 فبراير 2019

ذلك الواقعي!



نعم يا صديقي إنها الأيام تجري، وإنها لسنة جديدة ... لم استطع تحديد ما هو وقع السنة الجديدة عليك  .. فكل تلك الأفكار عنها لا قيمة لها
 أعلم أنك تحاول أن تطفئ ذلك الجزء الفلسفي بداخلك ... ذلك الشخص الذي يحمل على عاتقه تلك الأسئلة الي ليس لها إجابة .. فبت حينما تسمع أحدهم يسأل متحيرًا  "لماذا جئنا؟!" تبتسم تلك الابتسامة الساخرة، كذلك العجوز الهالك، رغم ربيع شبابك الحاضر! .. فتلك الأمور لم تعد تهمك .. رغم أن تلك التساؤلات دفينة بداخلك... كيف علمت؟!،  أنت تعلم يا حكيم، العيون مرآة الروح!  

لعلك لازلت تسأل المارة ذلك السؤال .. الغريب ربما! ... " ماذا ترى في عيوني؟! "
وأنا أعلم جيدًا يا صديقي مغزى هذا السؤال، ليس لأنك لا تعرف نفسك أو تريد أن تعرف أراء!!.. أنت يا من تعمقت في نفسك لدرجة الجنون! فأمسيت صارخًا لكي تجد إجابة قصيرة مؤقنة تريحك عن تلك التعقيدات ... لكنك أكبر من هذا !!
لعل عقلك يهيم لينسى عيونك ويتذكر عيونها الآن!! .. ولعل سلسلة الأسئلة التي تضيق بها تبدأ الآن "لماذا لا تصبح الدنيا أكثر بساطة من ذلك؟!"، مزيج من الأمل والألم والواقعية والخيال ... فعجبًا!! كيف يحل الهدوء بداخلي حينما يقاطعني أحدهم ... أو حينما أنهمك بعمل ما!.. أو ربما لا .. ربما قلت تلك الأصوات الممزوجة .. فأصبح عقلك معك .. ربما حررتك الواقعية  ... كما حررتك من عقده المخلص .. لكن تلك الواقعية أساسها الحرب!
بين ذلك الجديد .. الواقعي الممزوج بالأنانية والغرور المنطقي .. ذلك الذي يتغاضى عن ما سبب له الألم
وذلك القديم .. ذلك الطفل الذي يلعب في ركن المنزل الدافئ!
ذلك الحساس المؤمن بالأخرين .. القائم على إنكار الذات .. المفتش دومًا عن ألمه!
 أنت تعلم أنها حرب نضوج ... لكن تلك الأسئلة المحظورة .. التي ليس لها سؤال ستزيد بسؤال أصعب 
" كيف انتهي بي الأمر للحظة الحالية؟"
تلك الأسئلة الفلسفية قاتلة حقًا!..." حاول أن تكون النسخة القادمة منك شاكرة وممتنة لنسختك الحالية"
 ربما هذا ليس شعارًا مليئًا بالحياة لكنه واقعي ... كذلك أنت
هل مازال عقلك يهيم بعيونها؟!  
 

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

لربما




« تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله »
كانت تلك الجملة التي تقودني طوال الثلاثين سنة الماضية
هل تغير الكثير أخر خمسة أعوام؟!
لا أعلم فمازلت أجلس كل عطلة في هذا المكان .. ذلك التل المهجور ... حيث لا يقطنه أحد سوى أنا والمشبوهين... رومانسية مفرطة أليس كذلك؟! 
لا يمكننى سوى رؤية الأضواء المشوهة ... تلك الآمال
عجبًا ... كم عددها؟!
كم بالأحرى عدد هؤلاء الذين تحت المصابيح ؟!
هل فكر أحدهم قبل ذلك أن لكل واحد حياته .. تفاصيله .. آماله .. مخاوفه .. حروبه الخاصة ؟
بعد كل تلك القصص تجد أحدهم مازال مؤمنًا أنه مميز، وأنه الأوحد تحت تلك القبة السماوية .. أظن أن الأمر مرتبط بالنضوج
حينما كنت طفلًا كنت أظن أن القمر يتبعني حينما ذهبت ... لكن الفلكيين أصروا أن يجعلوا الأمر معقدًا أكثر من اللازم حينما بلغت!
ماذا الآن يا أرساني هل أثرت فيك محادثة البارحة وجعلتك فلسفيًا ؟!
«لماذا لم تعد تتحدث معي ؟! ... أين كنت البارحة؟! ... كيف يمكن لإنسان أن يكون بمثل هذا البرود؟! »
لكن محادثة واحدة تبسمت كلما تذكرتها..

أرساني، ماذا بك ؟!

- ماذا بي ؟!

لماذا أنت هكذا ؟!

- هذا ليس سؤالًا !

حقًا!؟ .. لماذا عليك أن تذكر دائمًا أننا كأشخاص لسنا مميزين ؟! لماذا لا تسطتيع فقط أن تؤمن ... ولا تبتسم ساخرًا أيها الحكيم .. هذه ليست بحكمة ... فالحكمة مختلفة عن تهالك الروح والتشاؤم المُفرط !

- ربما هي فقط واقعية! .. ألم يراودك ذلك الشعور، حينما يحكي لك أحدهم  إحساسه، أنك تعرف هذا الشعور جيدًا وتطلب منه أن يكتفي من سرد هذا الشعور للأنك تحفظه، بل وربما ظننت أن هذا الشعور كان لك وحدك ... تلك الفكرة أو الشعور الذي جعل الثمانية كواكب تدور حولك لم يعد لك وحدك! ... أدركت فجأة أنه هناك الكثير ممن يشعرون فقط مثلك .. وعقلهم قريب منك!.. أنا أحدثك بأبسط منطق ممكن، وأنت هنا تطالبني بالإيمان!
ربما ذلك المنطق عليك تجاهله! .. كم حدثتك مرارًا وتكرارًا

بربك! كم تكرر الجدال بين ذلك العقلاني الجاف وذلك المؤمن المنطلق!.. ألا تمل؟!

- كنت سأسألك نفس السؤال؟!
 
أنا لا أمل .. هناك بعض الأشياء لن تستطيع أنت فهمها .. لأنك استسلمت للتفكير المجرد كوسيلة للهروب من عالمك الحقيقي .. خوف من الأذى، أقنعت نفسك بأنك الأكثر حكمة ... فقدت الإيمان ... نعم المشاعر متشابهة .. والأشخاص كثيربن .. لكنهم مختلفبن .. وليست جريمة أن تظن أنك مختلف ... هذا الإيمان الذي يجعل الناس أحياء على الأقل... لن يقاضيك العالم إذا أصبحت أحمقًا وأمنت بأنك الأوحد تحت تلك القبة السماوية كما تدعوها .. فربما!

الأحد، 13 مايو 2018

ذلك العجوز




صديقي ألا تراني ؟!
لقد أرسلت لك الكثير من الرسائل ... من البطن قبل كوكب الصبح كنت معك ... حسنًا هذه مبالغة زمنية بعض الشيء ...
أنا هو ذلك العجوز الحكيم الذي تمل منه وعظًا ... أنا من جلست وحيدًا على تلك القهوة حتى شاخ كل شيء حولي ... لكني أشعر دائمًا أنني لم أشيب ...أنا  من ضيع في الأوهام عمره ... أنا هو تلك الموهبة المتذبذبة ... يوم أمدحها ويوم أنكرها... أتتعجب كيف مضى الزمن ؟! ... لا أعلم .. لكني فجأة فقدت روحي ... استسلمت .. فجأة أصبح الوقت كالشبح ... يمضي ولا تراه .. وبالطبع لشخص فقد الإحساس لن تشعر به؛ لن تشعر إلا بذلك الألم الدفين عندما ترى خصلك تصرخ بياضًا ...ذلك الموت قريب، ولكن هل أخاف فعلًا الموت ؟! .. أنا أدعوه المرحلة الثانية من الموت .. المرحلة الأكثر إراحة منه ... على الأقل لن أشعر بهذا الألم مجددًا
كنت أعود كل يوم بيتي في الليل، حينها أسأل نفسي ألم يتكرر هذا اليوم .. أحيانًا تراودني تلك الفكرة على القهوة؛ نعم .. هي نفس النكات .. هل قلت الضحكات حتى ؟! .. كلا .. لم تفقد بريقها ... نضحك لأنها تذكرنا بشيء من السعادة ... رغم أننا نعلم أنها مكررة ... لقد كنا البارة نذحك على الموضوع ذاته ... أم كان الأسبوع الماضي ؟!
فوق كل ما أكره، كم أضيق بتلك السعادة الوقتية .. التي تنقلب مع الوقت لتصبح ذكريات داكنة

وتاج تلك السعادة الكريهة هو ذلك الأمل الزائف .. هو كلمات التشجيع اليومية .. أقصى ما تفعلها تشبع احتياج العمل .. تشبع غرورك ...أتعلم أنه لطالما بدى عليً ما لا أحتويه، حقًا وما خفي كان أعظم !
لن أطيل في التفصل ... فذلك الروتين الحياتي تفاصيله لاتُعد ولاتحصى، ومع ذلك أتذكرها كلها ...وأمقتها كلها ... تلك كانت حياتي! .. من المؤلم أن تتذكر تفاصيل لم تركز فيها يومًا ... لكن اعتادها عقلك الباطن . لعل حسنة هذا أنك تعودت ألا تآبه بآراء الأخرين
إن كان لدي نصيحة يا ولدي ... فهي أن تسع وراء الالم ...أسع وراء البعيد، ذلك المجهول .. الألم على المدى البعيد أقوى وأفعل اصنع ذلك الواقع... إنما كل ما تخشاه هو ألم وقتي سيجعلك لاتصدأ ... أنت لاترى الجائزة خلفه .. لكنك لا ترى الجحيم وراء الأمان الحالي أيضًا ... قالوا قديمًا أنه لا وجود لتلك البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ... وأنها قصة رمزية ترمز لوقوف النمو .. أن تنحصر في ذاتك الحالية للأبد ... ذلك اليوم الذي يتكرر كل يوم .. فعجبًا كيف فاتني مشهد الشيطان الساقط من السماء كانجم لتلك البحيرة ! ... مهلًا !! * ضحكات تليها تنهيده *

الجمعة، 9 مارس 2018

هرطقات



هذا الخواء الداخلي لم يكن دومًا هكذا ...
في البدء كان كونًا ... كان جميلًا .. مثاليًا ... لكنه كان مقارنة بالواقع هشًا ... تلك المثاليات ليست عملة الواقع !!
استطيع أن أرى ذلك الكون القديم في عينيك ... تلك كانت مدينتي الحصينة ... مرآة روحك ... فهل يستطيع أن يدرك الخواء كونًا !!

أستطيع أن أحميك من أن ينهار عالمك ... ففي باطني كان ... لكنه تحول إلى خراب .. تجمد  
كنت أمتلك واحدًا مثله لكن  لا أدرك ماذا حدث ....
لم أكن دومًا خواء  
كان هذا الكون ليتطور ... لكنه اصطدم بالواقع فجأة ... فامتزج الخيال بالواقع الضيق .... كل يجري وأنا واقف ... مفتشا عن ألمي ... الماضي ... مؤلم لكنه دافئ ... فيه كان كوني ... كانت الشمس هناك!
تلك السحب دخيلة ....لكنها لم تمر !!
كان هناك إيمان ... تسليم ... لم يلبث أن يتحول هذا لعاصفة الشك في كل شيء  ... وما إن هدأت تلك العاصفة ... حتى صار الغبار يملًا المكان بالداخل ... فلا ترى ملامح ... كل متشابه ... المكان أصبح كئيبًا .. أتلك كانت عدن ؟!
جمود تام يصيبك ... ربما تجد نفسك جالسًا مراجعًا نفسك... لترى ماذا حدث ... مفتشًا في تلك الذكريات ...
منذ البدء
وهل كان قبل هذا الخواء شيئًا .. هل كان هناك مشاعر ؟!
هل كان هناك إيمان ؟! ... ستشعر بالكبر قليلًا لانه كان وهمًا ... لكنك مسكين .... فالحيل الهروبية ستجد دربها لكي تعزيك يا رفيق !!
لن تعيش جحيمًا هناك .... لإنك فيه !!
لأجد من يسألني من أنا ؟! ... مستنكرًا عليّ .. وربما متكبرًا
لتتصاعد ضحكات بداخلي .. من ذلك السجن تخرج ... من ذلك المحبوس في المكان الكئيب المملوء بالغبار ... ذلك الذي كان قديمًا ... كان مختلفًا .... ضحكة ممزوجة بألم دفين ....
أنا ذلك الألم ... ألا ترى الندوب !!
أنا تلك القوة الجبارة !!
أنا الذي واجهت الوحش .. بين صلوات الكسالى كنت مشتعلًا بالشك !!
أنا توما وبداخلي أكبر إيمان ..
أنا الألم وبداخلي التعزيات
أنا المستقبل إن عادت الطاقة
أنا الصخرة
فأعود للواقع المزيف وأجاوب ... أنا لا شيء
لكني أجد تعزيتي .... في ذلك الإيمان أنه 
ربما تكمل النبؤة ... 
 أنه في اليوم الثالت يخرج ..
أن تلك الصخرة .... هي كنز.

 

الخميس، 2 نوفمبر 2017

ذلك العقلاني !






لطالما ظننت  أنني إنسانًا منطقيًا، إنسان عقلاني بحت لا تشوب قراراته عاطفة تضعف من قيمته ، لا أدري متى تحول كل هذا ...
.. والحقيقة أنني أظن أنني مازلت أتعلم عن نفسي الكثير .. أظن كلنا نفعل، من يظن أنه يعلم نفسه خير العلم فهو واهم.
لكن كم التناقضات التي وجدها ذلك العقل العقلاني رهيبة ... كم القرارات العاطفية مهولة ... حتى أنني انتهيت إلى حقيقة أن معظم تلك العقلانية الجافة هي مشاعر .. هي بالأساس خوف ... خوف من أن نتعرض للإيذاء ... بأي شكل كان .. فكأن عقلك البدائي يخشى الدخول للغابة القديمة .. يخشى ذلك الألم الكريه .. ويتضاعف الألم نتيجة لتأنيب العقل.. فيضطر لأخذ قرارات متطرفة قد لا تسندها العزيمة .. ومن ثم ترجع عنها ... فيزداد على الألم الشعور بفشل الإتزام...
حقيقة أن أكثرهم تعقلًا هم أكثرهم عاطفة هي صدمة ... فلا شيء نتعلمه من العدم .. كل شيء يندرج تحت آليات الهروب من الألم .. من الضغط .. من أي معوق حينمًا يصدم الواقع خيالك الجميل .. أيها المنطقي !
الحقيقة أن كتابتي لمثل هذا هو هروب .. أعلم أن إدراج كل شيء تحت قاعدة واحدة هو قصور فكري مُساق بالعاطفة تحت اسم المنطق  أيضًا !
المشاعر كانت بالنسبة لي كلمة سلبية .. رغم كوني أكثرهم تأثرًا بالأحداث المحيطة ... الحقيقة أنني مازلت أخاف من تلك المشاعر فجموحها أطاح العقلاني المتمرس وأدخله في اكتئاب دام كثيرًا .. لكنه علمني الكثير .... علمني أن احتفظ بهويتي الداخلية ...  علمني أني شخص متناقض .. كثير التناقض .. وبواقع استماعي الكثير .. أدركت أننا كلنا كذلك .. أضاف ذلك
فالمشاعر ليست ضعفًا ما دمت تحكمها بذلك العقلاني .. ولن تستطع دائمًا مهما كنت قويًا .. مشاعرك  ستنتصر في النهاية .. الواقع أنها من تحكمك في النهاية بالافتراض المسبق أن عقلك مُفعل كآلية دفاع ضد الألم .
ذلك الأمر الذي جعلني أتقبل فكرة أن المشاعر قد تتحكم بك ... الأمر الذي يجعلنا نشعر أننا أحياء لسنا مجرد أجسام تحكمها قوانين فيزيائية فقط .. حتى وإن كان واقعنا ومشاعرنا كهرباء وكيمياء بالعقل .. فالشعور يلزمك أن تصدق ما تشعر به حتى مع إدراك العقل المنطقي أن كل ما تشعر بك مجرد كيمياء .. لكن مشاعرك تخبرك أنها حياتك !  
 

الاثنين، 10 أبريل 2017

الكلمة الأولى!




أنا هنا على الطريق ..
يتكاثف الظلال من فوقي .. ربما هي السموات تُغلق أبوابها فلا يجد ضوء الإله طريقًا إلي...
أنا ؟! .. أنا لا أدري شيئًا كأني قد رُميت من العدم على الطريق .. عقلي أصبح عاجزًا عن فهم أي شيء، الظلام يكتنفني يقضي على هذا الضوء ... على الأمل ؟! .. الفلسفة أصبحت سوداء كالرؤية أمامي ..
ضربات قلبي تهدأ ... يأخذني الاستسلام حارقًا قلبي حزنًا .. ودمع العين غير معبر عن الألم!
نعم إنه أخر شعاع ... لا أريد أن أنظر إليه كي لا أتذكره فيما بعد، حينما أكون جزءًا من هذه الظلال .. وها هو قد رحل .
ها أنا ذا محبوس في سجن أسوأ وقعًا من سجن العدم .. لكنه وقتًا وستموت كل مشاعري ونصبح أنا والعدم سواء.. ظلام تام.

ولكن مهلًا ....
أتتذكر ... أتتذكر حينما كنت تحب وجودك هناك، حينما كانت تداعبك الأحلام ... ما الذي حدث، حينما كانت عيناك تشتعل شررًا بالحياة؟! .. لماذا إنطفأت ؟!

عُد ونج نفسك ... فلكل جواد كبوة، ولكل حالم كهف لليأس كهذا؛ تتساوى فيه الحياة بالموت .
لا تبك صغيري ... فأنت جميل قوي .. من أنا ؟!
أنا هو أنت .. القديم منك ... ذكرياتك الجميلة .. أعلم أن الوضع ليس جميلًا .. لكن تلك الظلال ليست مكانًا لنا ... نحن أعظم كثيرًا من ذلك

انتفض! .. أصرخ في الظلال فترتعش تلك السحب ... تذكر تلك الأغنية القديمة .. فسفر الحياة محفور في داخلك.
أتذكر حينما كنت تلون الحياة ألوانًا؟! ... فكيف باتت سوداء في نظرك !؟ .. فكيف للساحر أن يفقد سحره ؟!

وفجأة يخرج نورًا ضعيفًا من قلبك، قد اشتعل حزنًا وضعفت ضرباته .. لكنه يحاول أن يعود للنور ..
الذكريات تتراكم .. ما الذي أتى بي في الظلال ؟!... ما الذي حدث
يعود قلبك ليتقوى بتلك الذكريات ... يشتد النور .. أتتذكر الوعد الأول
لو سرت في وادي الموت لا تخف شرًا .. هناك إلهًا جميلًا قد بنى لك كونًا خلف تلك السُحب المظلمة ... هناك أصدقاء وحياة أجمل بكثير
أصرخ وقل معي ... الكلمة الأولى ... ليكن نور
ليكن نورًا في قلبك ... في حياتك ... تلك الظلال ضعيفة
أنت تراب؟! -نعم هذا صحيح، لكنك تراب النجوم؛ تلك التي كنت تراها في سموات الليل: فتشجعك على حلمك تعطيك أملًا في كون فسيح ...
أنت ابنها ومنها .... تلك النجوم تحترق من أجلك .. أتتذكر القلادة ؟!
أنت عظيم!

نعم إن السموات لتهتز ... وضوء الإله يعود شيئًا فشيئًا .. قم ولا تعود لتخطئ.. وتستلم للظلام مرة أخرى!
مهما بدا لك الظلام قويًا .. فإن شعلة قلبك أقوى ... هيا قم وحارب من أجل حلم ينتظرك!