الأحد، 20 أكتوبر 2019

لأن عيني قد ابصرتاك!



هل ظننت يومًا أن ينتهي بك الأمر هنا ؟!
 
جالسًا على تلك الخشبة المتهالكة في منتصف طريق الهاوية منتظرًا لحافلة كمثل أولئك الناس الذين شاب بهم الزمن انتظارًا؟! ... هل توقع عقلك الحالم هذا قديمًا .. حينما كنت تحكم العالم في أحلامك!
لعلك لم تعلم حينها أن تلك الأحلام تعود لتطاردك .. كي تأنبك!
تعود لتبعث ذلك الصوت في خاطرك ... لتشعل المشاعر بداخلك مجددًا  .. فتتذكر كل شيء! لتدرك أنك لم تنسِ يومًا! .. تتذكر الليالي الذي أمضيتها مفكرا بتلك الأحلام .. بتلك العيون السوداء!

 .. أري أن عيناك قد بدأت في الاضطراب ...لكن أنت وحدك تعلم؛ لن تعطيك الحياة تكريمًا لكونك الأعظم في عالمك! ... عليك أن تحارب في عالم أكثر مللًا بكثير .. عالم محدود، متوقع، كرقعة الشطرنج .. يأخذك التفكير في الاحتمالات بالساعات .. لكنك لا تضمن غدرها ... يستطيع هزيمتك بسهوله مهما عظمت حساباتك! ... فتعود لعالمك باكيًا..
.
فتعود وبداخلك ذلك الشعور الدفين بداخلك بالتعويض المستقبلي الحتمي.. ربما  بأن تنشق السموات منادية باسمك في منظر مهيب! .. نعم فلا تعزية مناسبة خلاف تلك ، حياتك كانت مؤلمة حقًا .. تلك الذكريات ... تلك الأحلام والظروف!
ربما أيضًا أنك اعتقدت أن كل ما ستناله في المستقبل سيكون لك ...ورغم ما يبدو عليك من تبلد ديني وواقعية أمنت من كل قلبك بهذا الوعد؛ ألا يقف إنسان بوجهك! أمنت بأنك المختار .. ذلك الأنين القديم سُيستجاب ليشق السموات مجددًا!
تحدثت قديمًا عن الوهم ... أن تعتقد في نفسك شيئًا ليس هو بموجود ... أن تعتقد أنك تعرف نفسك تمام المعرفة... وأنك إنسان عقلاني لا تشوب قراراتك ذرة عاطفة ...كيف لا وأنت فاتح دروب التفكير الحر! ... ذلك التفكير البعيد كل البُعد عن الميثولوجيات التي يروجونها المتوسطون... «أولئك العبيد» ... هل فهمت الآن ما يجري؟!
مهما عرفت وتعمقت في الحقائق القائلة أن الإنسان صدفة بحته في كون شاسع متمدد ربما ضمن أكوان لاحصر لها! .... مهما علمت إنه لا مركز للكون ... ستظل تعتقد في أنك الأوحد ... المركز ... لأن هذا هو مركز وعيك .. أن تعتقد أن كل شيء يدور حولك ... الاثنى عشر كوكبًا... ذلك الإنسان الاول اعتقد هذا أيضًا، قبل أن تصيبه أفعى لتودي بحياته الفانية! ...
هل مازال يقودك الوهم؟! ... ربما تظنني قاسيًا بعض الشيء .. لكني قد مللت .. أكثر مما تتوقع ... أنا قد صعدت إلى الأعالي، على يمينه كنت.. وانتهى بي الأمر في الهاوية مفكرًا حينًا ... منتظرًا منظر تلك السموات المفتوحة حينًا! .. إلى أن امتلكني الظلام! 
لعلك تتساءل من أنا؟!
اراك تلتفت بجانبك كي تتأكد إنه مجرد صوت في عقلك .. وليس رجل عجوز قد شاخ به الزمن منتظرًا إياك كي يوجه لك النبؤة! .. لكي يترجى إلهه أن يطلقه ... كنت أتمنى أن أكون هذا الرجل، لكن عيناي لم تبصرا خلاصًا بعد!  
لكن يبدو أن الصوت الحالم بعقلك قد شاخ في هذا العالم الحقيقي القاسي... وأصبح ذلك العجوز المتمرد المتشائم دومًا! .. لكن مهما عظمت العقلانية .. يظل قبله دائمًا منتظرًا للخلاص!

الخميس، 21 مارس 2019

تلك الرسمة!





لا أدري عن سبب إرسالي لتلك الرسالة؟!
لكن أنيني قد عظم جدًا، وقد بحثت عنه في جميع الأماكن .. قد يبدو كلامي مبهمًا بعض الشيء .. لكنني لا استطيع البوح أكثر فأنا إنسان ثقيل اللسان .. أتذكرين تلك الليلة التي اثنيتي فيها على لوحتي التي كنت ارسمها؟! .. أنا أذكر .. كنت سعيدًا حينها إلى أن عقب سؤالك عن سبب تلك الموهبة، وحينها حولت الحديث لشيء أخر تافه! بعدها حولتي سعادتي لتعاسة حينما سألتيني عن تلك الفتاة المرسومة!

سبب تعاستي الاول أنني لم أرد أن أطفئ تلك الشعلة التي في عينك بحقيقة ذلك الشيء الذي تدعونه موهبة. ذلك الألم الدفين .. الذي حول ذلك القديم .. إلتف حوله إلى أن قيده، لوّن ثناياه الداخلية ...  وجعله عاجزًا تمامًا عن التعبير إلا من خلال ذلك الثقب .. فلا ينخدع عقلك بالألوان المبهرة المتصاعدة من خلاله.. فالأبخرة المتأنقة مجرد إحتراق ما كان سليمًا بالداخل! ..فذلك الرسام كالغريق في غرفته .. وتلك اللوحات كنفس النجاة من أفكاره وصور عقله المندفعة التي تسعى وراء ليله!
وذلك الشخص ثقيل اللسان .. كموسى كان! لكن القدير لم يعطه عصا، بل أعطاه قلمًا!
يعبر به عمّا يدور حقًا بالداخل .. ربما أيضًا قد طوروا تلك الشخصيات الزائفة التي يصوروها،  فما هي إلا حيلة دفاعية للهروب! .. وربما أيضًا للتعامل مع الوسط الخارجي! .. هذا الذي يجعل الإنسان يهرب من حقيقته بحثًا عن رفاهية ما، متوهمًا أنه سيصبح أكثر سعادة حينما يصبح محتضنًا مع القطيع!
لكن ماذا لو ربح الإنسان العالم كله وخسر ذلك القديم! ذلك الذي يمكنني أن أراه من خلالك!  .. حقًا، لا يمكن وضع وصف لمدى تغير سلوك الإنسان .. أو بالأحرى مدى تعقيده ورسم متاهات لإخفاء ما يدور حقًا بداخله .. إلى أن يتهي به الحال تائهًا فيها!
ما يحزنني الآن، أن ذلك الذي كان بجانبي البارحة.. ذلك الذي كنت اتصارع معه أعلى الجبل .. تركني واعتكف في محرابك! .. لم يأت الوقت بعد لأعرف هل وفى بوعده وباركني! . أم أنني قد ضللت الطريق؛ وأن ذلك العالم سيعود بشكله العبثي مجددًا!  
بالطبع .. ! لم أنسى ذلك السبب الثاني الذي ألقي بي في الهاوية
أن  تلك اللوحة لم تكن مألوفة قط بالنسبة لك! ..هذه أول مرة أتمنى أن يكون رسمي رديئًا!

الأربعاء، 6 فبراير 2019

ذلك الواقعي!



نعم يا صديقي إنها الأيام تجري، وإنها لسنة جديدة ... لم استطع تحديد ما هو وقع السنة الجديدة عليك  .. فكل تلك الأفكار عنها لا قيمة لها
 أعلم أنك تحاول أن تطفئ ذلك الجزء الفلسفي بداخلك ... ذلك الشخص الذي يحمل على عاتقه تلك الأسئلة الي ليس لها إجابة .. فبت حينما تسمع أحدهم يسأل متحيرًا  "لماذا جئنا؟!" تبتسم تلك الابتسامة الساخرة، كذلك العجوز الهالك، رغم ربيع شبابك الحاضر! .. فتلك الأمور لم تعد تهمك .. رغم أن تلك التساؤلات دفينة بداخلك... كيف علمت؟!،  أنت تعلم يا حكيم، العيون مرآة الروح!  

لعلك لازلت تسأل المارة ذلك السؤال .. الغريب ربما! ... " ماذا ترى في عيوني؟! "
وأنا أعلم جيدًا يا صديقي مغزى هذا السؤال، ليس لأنك لا تعرف نفسك أو تريد أن تعرف أراء!!.. أنت يا من تعمقت في نفسك لدرجة الجنون! فأمسيت صارخًا لكي تجد إجابة قصيرة مؤقنة تريحك عن تلك التعقيدات ... لكنك أكبر من هذا !!
لعل عقلك يهيم لينسى عيونك ويتذكر عيونها الآن!! .. ولعل سلسلة الأسئلة التي تضيق بها تبدأ الآن "لماذا لا تصبح الدنيا أكثر بساطة من ذلك؟!"، مزيج من الأمل والألم والواقعية والخيال ... فعجبًا!! كيف يحل الهدوء بداخلي حينما يقاطعني أحدهم ... أو حينما أنهمك بعمل ما!.. أو ربما لا .. ربما قلت تلك الأصوات الممزوجة .. فأصبح عقلك معك .. ربما حررتك الواقعية  ... كما حررتك من عقده المخلص .. لكن تلك الواقعية أساسها الحرب!
بين ذلك الجديد .. الواقعي الممزوج بالأنانية والغرور المنطقي .. ذلك الذي يتغاضى عن ما سبب له الألم
وذلك القديم .. ذلك الطفل الذي يلعب في ركن المنزل الدافئ!
ذلك الحساس المؤمن بالأخرين .. القائم على إنكار الذات .. المفتش دومًا عن ألمه!
 أنت تعلم أنها حرب نضوج ... لكن تلك الأسئلة المحظورة .. التي ليس لها سؤال ستزيد بسؤال أصعب 
" كيف انتهي بي الأمر للحظة الحالية؟"
تلك الأسئلة الفلسفية قاتلة حقًا!..." حاول أن تكون النسخة القادمة منك شاكرة وممتنة لنسختك الحالية"
 ربما هذا ليس شعارًا مليئًا بالحياة لكنه واقعي ... كذلك أنت
هل مازال عقلك يهيم بعيونها؟!