الأربعاء، 1 أغسطس 2018

لربما




« تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله »
كانت تلك الجملة التي تقودني طوال الثلاثين سنة الماضية
هل تغير الكثير أخر خمسة أعوام؟!
لا أعلم فمازلت أجلس كل عطلة في هذا المكان .. ذلك التل المهجور ... حيث لا يقطنه أحد سوى أنا والمشبوهين... رومانسية مفرطة أليس كذلك؟! 
لا يمكننى سوى رؤية الأضواء المشوهة ... تلك الآمال
عجبًا ... كم عددها؟!
كم بالأحرى عدد هؤلاء الذين تحت المصابيح ؟!
هل فكر أحدهم قبل ذلك أن لكل واحد حياته .. تفاصيله .. آماله .. مخاوفه .. حروبه الخاصة ؟
بعد كل تلك القصص تجد أحدهم مازال مؤمنًا أنه مميز، وأنه الأوحد تحت تلك القبة السماوية .. أظن أن الأمر مرتبط بالنضوج
حينما كنت طفلًا كنت أظن أن القمر يتبعني حينما ذهبت ... لكن الفلكيين أصروا أن يجعلوا الأمر معقدًا أكثر من اللازم حينما بلغت!
ماذا الآن يا أرساني هل أثرت فيك محادثة البارحة وجعلتك فلسفيًا ؟!
«لماذا لم تعد تتحدث معي ؟! ... أين كنت البارحة؟! ... كيف يمكن لإنسان أن يكون بمثل هذا البرود؟! »
لكن محادثة واحدة تبسمت كلما تذكرتها..

أرساني، ماذا بك ؟!

- ماذا بي ؟!

لماذا أنت هكذا ؟!

- هذا ليس سؤالًا !

حقًا!؟ .. لماذا عليك أن تذكر دائمًا أننا كأشخاص لسنا مميزين ؟! لماذا لا تسطتيع فقط أن تؤمن ... ولا تبتسم ساخرًا أيها الحكيم .. هذه ليست بحكمة ... فالحكمة مختلفة عن تهالك الروح والتشاؤم المُفرط !

- ربما هي فقط واقعية! .. ألم يراودك ذلك الشعور، حينما يحكي لك أحدهم  إحساسه، أنك تعرف هذا الشعور جيدًا وتطلب منه أن يكتفي من سرد هذا الشعور للأنك تحفظه، بل وربما ظننت أن هذا الشعور كان لك وحدك ... تلك الفكرة أو الشعور الذي جعل الثمانية كواكب تدور حولك لم يعد لك وحدك! ... أدركت فجأة أنه هناك الكثير ممن يشعرون فقط مثلك .. وعقلهم قريب منك!.. أنا أحدثك بأبسط منطق ممكن، وأنت هنا تطالبني بالإيمان!
ربما ذلك المنطق عليك تجاهله! .. كم حدثتك مرارًا وتكرارًا

بربك! كم تكرر الجدال بين ذلك العقلاني الجاف وذلك المؤمن المنطلق!.. ألا تمل؟!

- كنت سأسألك نفس السؤال؟!
 
أنا لا أمل .. هناك بعض الأشياء لن تستطيع أنت فهمها .. لأنك استسلمت للتفكير المجرد كوسيلة للهروب من عالمك الحقيقي .. خوف من الأذى، أقنعت نفسك بأنك الأكثر حكمة ... فقدت الإيمان ... نعم المشاعر متشابهة .. والأشخاص كثيربن .. لكنهم مختلفبن .. وليست جريمة أن تظن أنك مختلف ... هذا الإيمان الذي يجعل الناس أحياء على الأقل... لن يقاضيك العالم إذا أصبحت أحمقًا وأمنت بأنك الأوحد تحت تلك القبة السماوية كما تدعوها .. فربما!

الأحد، 13 مايو 2018

ذلك العجوز




صديقي ألا تراني ؟!
لقد أرسلت لك الكثير من الرسائل ... من البطن قبل كوكب الصبح كنت معك ... حسنًا هذه مبالغة زمنية بعض الشيء ...
أنا هو ذلك العجوز الحكيم الذي تمل منه وعظًا ... أنا من جلست وحيدًا على تلك القهوة حتى شاخ كل شيء حولي ... لكني أشعر دائمًا أنني لم أشيب ...أنا  من ضيع في الأوهام عمره ... أنا هو تلك الموهبة المتذبذبة ... يوم أمدحها ويوم أنكرها... أتتعجب كيف مضى الزمن ؟! ... لا أعلم .. لكني فجأة فقدت روحي ... استسلمت .. فجأة أصبح الوقت كالشبح ... يمضي ولا تراه .. وبالطبع لشخص فقد الإحساس لن تشعر به؛ لن تشعر إلا بذلك الألم الدفين عندما ترى خصلك تصرخ بياضًا ...ذلك الموت قريب، ولكن هل أخاف فعلًا الموت ؟! .. أنا أدعوه المرحلة الثانية من الموت .. المرحلة الأكثر إراحة منه ... على الأقل لن أشعر بهذا الألم مجددًا
كنت أعود كل يوم بيتي في الليل، حينها أسأل نفسي ألم يتكرر هذا اليوم .. أحيانًا تراودني تلك الفكرة على القهوة؛ نعم .. هي نفس النكات .. هل قلت الضحكات حتى ؟! .. كلا .. لم تفقد بريقها ... نضحك لأنها تذكرنا بشيء من السعادة ... رغم أننا نعلم أنها مكررة ... لقد كنا البارة نذحك على الموضوع ذاته ... أم كان الأسبوع الماضي ؟!
فوق كل ما أكره، كم أضيق بتلك السعادة الوقتية .. التي تنقلب مع الوقت لتصبح ذكريات داكنة

وتاج تلك السعادة الكريهة هو ذلك الأمل الزائف .. هو كلمات التشجيع اليومية .. أقصى ما تفعلها تشبع احتياج العمل .. تشبع غرورك ...أتعلم أنه لطالما بدى عليً ما لا أحتويه، حقًا وما خفي كان أعظم !
لن أطيل في التفصل ... فذلك الروتين الحياتي تفاصيله لاتُعد ولاتحصى، ومع ذلك أتذكرها كلها ...وأمقتها كلها ... تلك كانت حياتي! .. من المؤلم أن تتذكر تفاصيل لم تركز فيها يومًا ... لكن اعتادها عقلك الباطن . لعل حسنة هذا أنك تعودت ألا تآبه بآراء الأخرين
إن كان لدي نصيحة يا ولدي ... فهي أن تسع وراء الالم ...أسع وراء البعيد، ذلك المجهول .. الألم على المدى البعيد أقوى وأفعل اصنع ذلك الواقع... إنما كل ما تخشاه هو ألم وقتي سيجعلك لاتصدأ ... أنت لاترى الجائزة خلفه .. لكنك لا ترى الجحيم وراء الأمان الحالي أيضًا ... قالوا قديمًا أنه لا وجود لتلك البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ... وأنها قصة رمزية ترمز لوقوف النمو .. أن تنحصر في ذاتك الحالية للأبد ... ذلك اليوم الذي يتكرر كل يوم .. فعجبًا كيف فاتني مشهد الشيطان الساقط من السماء كانجم لتلك البحيرة ! ... مهلًا !! * ضحكات تليها تنهيده *

الجمعة، 9 مارس 2018

هرطقات



هذا الخواء الداخلي لم يكن دومًا هكذا ...
في البدء كان كونًا ... كان جميلًا .. مثاليًا ... لكنه كان مقارنة بالواقع هشًا ... تلك المثاليات ليست عملة الواقع !!
استطيع أن أرى ذلك الكون القديم في عينيك ... تلك كانت مدينتي الحصينة ... مرآة روحك ... فهل يستطيع أن يدرك الخواء كونًا !!

أستطيع أن أحميك من أن ينهار عالمك ... ففي باطني كان ... لكنه تحول إلى خراب .. تجمد  
كنت أمتلك واحدًا مثله لكن  لا أدرك ماذا حدث ....
لم أكن دومًا خواء  
كان هذا الكون ليتطور ... لكنه اصطدم بالواقع فجأة ... فامتزج الخيال بالواقع الضيق .... كل يجري وأنا واقف ... مفتشا عن ألمي ... الماضي ... مؤلم لكنه دافئ ... فيه كان كوني ... كانت الشمس هناك!
تلك السحب دخيلة ....لكنها لم تمر !!
كان هناك إيمان ... تسليم ... لم يلبث أن يتحول هذا لعاصفة الشك في كل شيء  ... وما إن هدأت تلك العاصفة ... حتى صار الغبار يملًا المكان بالداخل ... فلا ترى ملامح ... كل متشابه ... المكان أصبح كئيبًا .. أتلك كانت عدن ؟!
جمود تام يصيبك ... ربما تجد نفسك جالسًا مراجعًا نفسك... لترى ماذا حدث ... مفتشًا في تلك الذكريات ...
منذ البدء
وهل كان قبل هذا الخواء شيئًا .. هل كان هناك مشاعر ؟!
هل كان هناك إيمان ؟! ... ستشعر بالكبر قليلًا لانه كان وهمًا ... لكنك مسكين .... فالحيل الهروبية ستجد دربها لكي تعزيك يا رفيق !!
لن تعيش جحيمًا هناك .... لإنك فيه !!
لأجد من يسألني من أنا ؟! ... مستنكرًا عليّ .. وربما متكبرًا
لتتصاعد ضحكات بداخلي .. من ذلك السجن تخرج ... من ذلك المحبوس في المكان الكئيب المملوء بالغبار ... ذلك الذي كان قديمًا ... كان مختلفًا .... ضحكة ممزوجة بألم دفين ....
أنا ذلك الألم ... ألا ترى الندوب !!
أنا تلك القوة الجبارة !!
أنا الذي واجهت الوحش .. بين صلوات الكسالى كنت مشتعلًا بالشك !!
أنا توما وبداخلي أكبر إيمان ..
أنا الألم وبداخلي التعزيات
أنا المستقبل إن عادت الطاقة
أنا الصخرة
فأعود للواقع المزيف وأجاوب ... أنا لا شيء
لكني أجد تعزيتي .... في ذلك الإيمان أنه 
ربما تكمل النبؤة ... 
 أنه في اليوم الثالت يخرج ..
أن تلك الصخرة .... هي كنز.