الجمعة، 15 أبريل 2016

التجربة الواعية الذاتية



ما هو انطباعك  عن اللون الأصفر ؟
ولماذا موجود هذا الانطباع عندك ؟
و هل هو نفس انطباعي ؟
هل يمكنك أن تصف لي ماذا تشعر تجاهه ؟

فكل منا له تجربة مختلفة مع نفس اللون الأصفر 

فالأصفر بالنسبة لي مختلف عن نفس اللون الذي تراه .. بالتأكيد ليس في التردد الذي يصل في العين لكن فيما يسمي ب
"التجربة الواعية الذاتية "

فهي التجارب أو الصفة الشعورية التي تشعرها تجاه الأشياء ك رائحة البنزين أو صوت الطائرة .......

فهل تسائلت يوماً لماذا أحب اللون الفلاني ؟ 

أو لماذا أشجع هذا الفريق ؟ 

و كيف لا يرون الناس هذا اللون أو الفريق بالصورة الرائعة التي أراها ؟!

في البداية إن مثل التجارب غير قابلة للوصف ؛فلا جدوي من شرح كيف تري اللون الأصفر ؟

لماذا ؟! 

لأن لك تجربة معه ,

فأنا أحب اللون البنفسجي مثلاً ؛

لأنه يذكرني بمنظر السماء في شرفة المنزل حين كنت أسهر قديماً ناظراً اليه , و الهواء يعصف بي مستمتعاً بهذا المنظر 
فترسخت تلك الصورة الذهنية في ذهني ,

فتكونت تجربة  واعية ذاتية مع هذا اللون من السماء,

و لا يمكنني أن أشرح لك مدي روعة هذا المنظر 

لأنني أنا من شعرت , أنا من مررت بهذا الشعور .

و لكن ليس كل التجارب نعرف سببها ,
فهناك العقل الباطن تترسخ فيه الأشياء , دون علم منا,

فالانطباع مبني علي تجارب سابقة و ذكريات و قد تعلم لماذا تحب هذا اللون و لماذا لا تحب ذاك ؟! 

فلنتخيل أنك تحب اللون الأخضر ,  

قد يرجع ذلك إلي أنه أخر ما وقعت عينك عليه بالتتالي أثناء عودتك بالسيارة من يوم سعيد بالملاهي مع عائلتك  خلال  زجاج
السيارة هو إضاءة خضراء في الطريق السريع  ,  قبل أن تنام في سبات عميق , و يرتبط اللون الأخضر بالسعادة و المرح و مثل تلك الذكري دائماً .

فكل انطباع في حياتك له سبب ! 

لأنه ارتبط بمشاعر , بذكري .. 

و رغم هذا فهناك فلاسفة لا يرون أن  لا وجود لمثل تلك التجارب ! 

و ارتبط هذا الموضوع بموضوع الوعي و الإدراك 

و كيف أن مجموعة من الذرات و الخلايا  - العقل – قادره أن تخلق تجربة شعورية واعية  و إدراك , فالبعض يسميها " الروح " و لا أحد يعلم حتي الأن السبب العلمي  في إدراكنا  ؟! 

فهذا يعرف ب "مشكلة الوعي الصعبة "


و في النهاية أنا أكره اللون الأصفر و لكن لا أعرف لماذا ؟!

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

المنظور




__أتعلم أن العلم كئيب ... فقط لأنه يريك حقيقة الأشياء..

فالعواطف مجرد كيمياء في المخ  تتلاعب بك و بقراراتك..

الوعي الذي يميزك مجرد سلوك معين للخلايا..

ربما نحن فعلا صدفة ؟! .. فالصدف يمكن أن تحدث
 ....
يريك أن الكون ما هو إلا علاقات بين أرقام..

فالانفجار أصبح كوناً .. و النظام جاء من الفوضي !

يريك أنك ما أنت إلا  احتمال للاله الذي يلعب النرد !

يريك أنك تجلس مكان قطة شرودنجر تنتظر النرد ليقف فجأة !! 

يريك أنك لا تري و تسمع ولا أي شيء أنت فقط تترجم بعض الموجات التي يستطيع عقلك ترجمتها 

فالوهم جميل .. به البساطة و الأمل .. أنك لست وحيداً  بل يوجد صديقاً ما يرعاك هناك .. في مكان ما ..

به الغد المضمون .. به الخلود ....
.. به الحياة 

وليس الخوف و اللا مضمون
-و لكن ...
ربما أخطأت التصور

ربما تحتاج إلي توسيع أفق احساسك و ليس نظرك
فأنت هنا معنا
تشعر !!
__و لكنها كيمياء
- و لكنك تشعر ... لا يمكنك تجاهل أنك تخوض تلك التجربة .. معنا
أنت تشعر .. أنت موجود .. أنت تعي مختلفا عن سائر الأشياء ... أنت مزيج هائل
من الابداع .. فهل يعقل أن الصدفة تخلق كوناً !
__أقل الاحتمالات تحدث .. صدقني !
-هذة الاحتمالات تسمي الحياة .. و  "من" الذي يديرها.. بالتأكيد ثمة أحداً ما يديرها 
 __إذن فهو يلعب النرد ؟!
-لا تتهمه لأنك لا تعرف الحقيقة ...
__أي حقيقة ؟!
-للحياة جانبان تحليلي و عاطفي .. هما اللذان يوزنان حياتنا .. أما أنت فقد عطلت أحدهما
أنت لا تثق إلا بالارقام .. المنطق .. الترتيب .. و الإحتمالات
__ لأنها الحقيقة ..
-أي حقيقة عزيزي ؟؟
إنها فقط الحقيقة المجرده .. ربما الأمر أبعد من ذلك بكثير
 
__لكني لا أري ؟!
إذن فكيف تلقي الأمر علي الاحتمالات و أنت لا تري الالكترون !
__ و لكن الأجهزة تفعل ؟!
- أنت وثقت في منطق و أرقام قد وضعتها و وصفتها بالمجرده
و قد فسرت الأشياء " بمنطقها " .. و الأن لا تثق الا بها
رغم أنها لا تري إلا من زاويتها ...
فكيف تقول أنك مجرد مترجم للموجات و تدعي أنك تعلم الحقيقة ...