الأحد، 13 مارس 2016

ما وراء التطور




داروين كان علي حق
فالتطور موجود  وواقعي جداً و هو سبب وجودنا  علي ما هو عليه الأن
ولكن ..
لن أتحدث عن التطور البيولوجي و الانتخاب الطبيعي  الإنسان سلف مشترك .........
فأنا لست مختصاً في هذا المجال ولا أعرف مدي صحة هذة النظرية
و لكني سأتحدث عن تطور أخر  ... تطور النفس " الشخصية "  كي أكون دقيقاً
علينا أن نتفق أننا ننمو يومياً , ليس فقط بيولوجياً و لكن أيضاً عقلياً و العقل هو الجهاز الذي يدبر نظرتنا للعالم الخارجي و بالتالي يتحكم بشخصيتنا , و كدليل علي اتطور اليومي ما يفعله مؤلفوا السيناريو ؛ فحينما تتأتي لهم فكرة عبقرية  و يكتبوها لا ينشروها علي الفور , فالنسخة التي تشاهدها أنت كفيلم سينمائي ربما تكون العاشرة أو أكثر , حيث يترك المؤلف بعدما أتم عمله النسخة التي ألفها أسبوعاً ثم يعود ليقرأ نسخته بعد هذا الأسبوع و قد يضحك علي نفسه  و يمزق السيناريو أو ربما  يعجبه أكثر مع بعض التعديلات.... ما الذي حدث ؟!
إنه التطور الناتج عن التعلم اليومي و المواقف اليومية ,
فأذكر من فترة وجدت مذكرات لي – و أنا لست معتاداً علي المذكرات بشكل عام – حيث كانت منذ عامين  وجدت الأمر مشوقاً بعض الشيء  فقرأت ما كتبته , لم أتوقف عن التساؤل كيف كنت كذلك , كنت ساذجاً بعض الشيء !
أنت نفسك تفقد حساب facebook  الخاص بك في عام 2012 مثلاً  ستجد أنك كنت غريباً ؛
نعم فأنت البارحة غير أنت اليوم ,
التطور الذي حدث في التجارب السابقة – خصوصاً المذكرات – هو تطور المشاعر
فالمشاعر أحياناً تحركنا ... و ما إن تبرد – بمرور الوقت و التعلم و الانشغال  – تري الأمور علي حقيقتها من الخارج
فمشاعر المؤلف الإبداع فهو يري كل ما يؤلفه إبداع  وخيال  جميل فيحبه .. فما إن يترك تلك الحالة الشعورية  لفترة  و يعود إلي ما كتبه مرة أخري سيراه بطريقة مختلفة سيراه كقارئ عادي  .
و هذا التطور الناتج عن النسيان مهم للحياة كنسيان وفاة أحد الاعزاء  أو موقف صعب ....
فأنت لا اعيش بحالة شعورية واحدة
فالحب سيبرد حيناً و يشتعل حيناً و الشغف سيتغير..... و الحياة تسير شاهدة علي تناقضك !!   
و إن كانت تلك الحالات الشعورية تتغير – وليس كلها طبعاً تتغير تغيراً شاملاً لكن بنسب – فإن الإنسان يتغير أي يتطور
و ما الذي جعل هذا التغير تطور  ؟!
لكي استطيع الرد ينبغي أن أحدد معني كلمة تطور ..
التطور هو تغيير يجعلنا أكثر تسايراً مع البيئة حولنا , أكثر قدرة للعيش
أكثر نضوجاً لإنه مبني علي تعلم
أكثر مرونة و قابلية للحياة ما يميزه أنه دائماً للأفضل
إذن التغير هو تطور لأن التغير مرتبط بتعلم من الواقع الماضي ,  فطالما أنت حي ستطور لأنك تمر بأحداث و سلاسل من التجارب اليومية .

 ولكن .............ما الذي يجعلنا نتطور  ؟!
العقل ..  الوقت .. الإرادة
من الصعب أن أفصلهما إلي نقاط معينة فهم مرتبطون ببعضهم
 فأنت تتطور إذا تعرضت لموقف محرج مثلاً و هنا يأتي عامل الإرادة كي لا تتعرض له مرة أخري  و فستتطور بمرور الوقت و المسؤول عن هذا العقل لكي تعيش " هذا هو دوره "
أو بمنظور أخر :
بمرور الوقت ستتعرض لأحداث و تجارب مختلفة لتعلمك أشياء مختلفة و جديدة يومياً
فما إن يلاحظ العقل البيئة التي حولك فيبدأ بمحاولة التعايش معها .

حينما يكون  التطور جميل  
*الكائن الذاتي التطور*
لا أكن لأحد احتراماً إلا  لمثل هذا الكائن فهو علي رأس الهرم الإنساني
كائن يستيقظ من النوم كي يتعلم معتمد علي نفسه يعلمها بنفسه
الفشل عنده مرحلة للنجاح ليس أكثر
فالسقطات تعلمه و مع ذلك ليس هو بأله فلديه مشاعر توازن مع العقلانية الإنسانية بداخله
 لا يعتمد علي أحد فهو ذاتي التطور ... لا يغار من الناجحين بل يتعلم منهم..
يدرك  أن الذكاء الوجه الأخر للخبرة و التعلم ..
يدرك أن مفتاح السعادة في يدك معظم الأحيان لا بيد الأخرين..
لا يوقف مستقبله من أجل صديق أو ما شابه و مع ذلك وفي لهم..
فهو كمخرج للحياة ليس كمتفرج تلعب به الأحداث ..
يدرك أن فعلاً " البقاء للأقوي " و الأقوي الأن هو الأكثر تعلماً بشكل عام .
فحاول أن تتطور مثلها إلي الأفضل .... إلي الأفضل بالطبع
و المرة القادمة حينما يقول لك أحدهم أنك تغيرت بنبره عتاب حاد – إن لم تكن تغيرت للأسوأ أو تعاليت عليه – إصفعه علي وجهه .
فما أنت إلا سلف مشترك "بين أنت أمس " و أنت أول أمس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق