الأحد، 13 مايو 2018

ذلك العجوز




صديقي ألا تراني ؟!
لقد أرسلت لك الكثير من الرسائل ... من البطن قبل كوكب الصبح كنت معك ... حسنًا هذه مبالغة زمنية بعض الشيء ...
أنا هو ذلك العجوز الحكيم الذي تمل منه وعظًا ... أنا من جلست وحيدًا على تلك القهوة حتى شاخ كل شيء حولي ... لكني أشعر دائمًا أنني لم أشيب ...أنا  من ضيع في الأوهام عمره ... أنا هو تلك الموهبة المتذبذبة ... يوم أمدحها ويوم أنكرها... أتتعجب كيف مضى الزمن ؟! ... لا أعلم .. لكني فجأة فقدت روحي ... استسلمت .. فجأة أصبح الوقت كالشبح ... يمضي ولا تراه .. وبالطبع لشخص فقد الإحساس لن تشعر به؛ لن تشعر إلا بذلك الألم الدفين عندما ترى خصلك تصرخ بياضًا ...ذلك الموت قريب، ولكن هل أخاف فعلًا الموت ؟! .. أنا أدعوه المرحلة الثانية من الموت .. المرحلة الأكثر إراحة منه ... على الأقل لن أشعر بهذا الألم مجددًا
كنت أعود كل يوم بيتي في الليل، حينها أسأل نفسي ألم يتكرر هذا اليوم .. أحيانًا تراودني تلك الفكرة على القهوة؛ نعم .. هي نفس النكات .. هل قلت الضحكات حتى ؟! .. كلا .. لم تفقد بريقها ... نضحك لأنها تذكرنا بشيء من السعادة ... رغم أننا نعلم أنها مكررة ... لقد كنا البارة نذحك على الموضوع ذاته ... أم كان الأسبوع الماضي ؟!
فوق كل ما أكره، كم أضيق بتلك السعادة الوقتية .. التي تنقلب مع الوقت لتصبح ذكريات داكنة

وتاج تلك السعادة الكريهة هو ذلك الأمل الزائف .. هو كلمات التشجيع اليومية .. أقصى ما تفعلها تشبع احتياج العمل .. تشبع غرورك ...أتعلم أنه لطالما بدى عليً ما لا أحتويه، حقًا وما خفي كان أعظم !
لن أطيل في التفصل ... فذلك الروتين الحياتي تفاصيله لاتُعد ولاتحصى، ومع ذلك أتذكرها كلها ...وأمقتها كلها ... تلك كانت حياتي! .. من المؤلم أن تتذكر تفاصيل لم تركز فيها يومًا ... لكن اعتادها عقلك الباطن . لعل حسنة هذا أنك تعودت ألا تآبه بآراء الأخرين
إن كان لدي نصيحة يا ولدي ... فهي أن تسع وراء الالم ...أسع وراء البعيد، ذلك المجهول .. الألم على المدى البعيد أقوى وأفعل اصنع ذلك الواقع... إنما كل ما تخشاه هو ألم وقتي سيجعلك لاتصدأ ... أنت لاترى الجائزة خلفه .. لكنك لا ترى الجحيم وراء الأمان الحالي أيضًا ... قالوا قديمًا أنه لا وجود لتلك البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ... وأنها قصة رمزية ترمز لوقوف النمو .. أن تنحصر في ذاتك الحالية للأبد ... ذلك اليوم الذي يتكرر كل يوم .. فعجبًا كيف فاتني مشهد الشيطان الساقط من السماء كانجم لتلك البحيرة ! ... مهلًا !! * ضحكات تليها تنهيده *