الجمعة، 21 أكتوبر 2016

أَهْرِبْ

أعلم أني لم أكتب إليك منذ فترة كبيرة؛ لانشغالي في الحياة .. لكن ما هي فترة حتى تعود لتتسائل .. وتسرد وتقول عجبًا كيف انتهى بي المطاف إلى هنا ! ... هل هي الحتمية ؟!  التي تتجلى في نهاية فترة الفلسفة الجافة حتى تستطيع أن تعيش وسط الناس وتعمل مثلهم وتتحول كزومبي يعمل مقابل المال لفترة ثم يموت !
هل كل الأحلام السابقة انتهت؟!، ولا أُخفي عليك سرًا.. فمازالت تداعبني ! تلك الصورة السحرية الجميلة عند تحقيقها .. لتفتح عينيك لتجد أنك ترس ضمن ملايين التروس المُشحمة ...  لتجد الواقع !
لتجد نفسك تزداد بؤسًا عندما تجد تلك الورقة التي كنت تكتب فيها كل أحلامك القديمة الرائعة عند تنظيفك مكتبك .... لتنظر لوهلة ... وتضطر أن تخفيها عن وجهك بإلقاءها فتاتً في القمامة، تلقي بها هناك  كي لا تتأخر في سباق الحياة .. العمل .. شراء النجف ... الزواج ..  هذا السباق  الذي يتحدى فيه الناس بعضهم و يدوسون على بعضهم بعضًا ولا يكلون ....  الذي يؤدي للموت التعيس ...!
فلا يقف أحد ليسأل ... لماذا ؟! ..... لماذا كل هذا ؟! .. وهل أنا سعيد ؟! ... ستجد ضمير زائف يقول لك الساعة السادسة صباحًا  على صوت المنبة الذي تضيق به  " بطل دلع  ويلا على الشغل "... هناك في تلك الألة ... حيث مكانك في الترس .. حيث إن تغيب يومًا فسيأخذ مكانك ترس أخر !.. قم من أجل ألا تخسر السباق !

عجبًا كيف دخلت هناك ؟!
أتذكر إني لم أكن لأدرك ... هل هي طبيعة الحياة ، أم معضلة المضمون والخوف من المجهول المتمثل في أحلامي القديمة ! ....
أم هو المُجتمع ... و إراحة عقلك ... فتتخذ هذا الطريق الطويل الكئيب لأنه به أثار أقدام الناس .. كي لا تضل .. رغم أنك تعلم أنهم غير سعداء أيضًا لكنهم يتكلفون السعادة والرضا !
كيف تحول الحال ؟!
و كيف مرت العشرون عامًا السابقة .. هكذا ؟!
كيف كان أخر عام ؟! .... هل تذكر خمسة أيام فقط مميزين شعرت بهم بالسعادة لأنك أنجزت شيئًا ما تحبه ؟
أم إنك تجري في الطريق .. كما تجري الارض حول الشمس دورات بسنين تضيعها وأنت تجري لا تدري لماذا!
هل هو قانون إلهي للحركة ؟! .. أعتقد أنه يريدنا سعداء .
أنا فقط ضميرك يا صديقي ... ضميرك الصالح، لا أريد أن أضيع مستقبلك بالطبع ... لكن أريدك أن تكون سعيدًا، غير متكلف هذا التكيف المميت لكل ما هو عبقري ومُبدع بداخلك ... نمي مهاراتك ... حب الناس .. أخرج عن الطريق إلى الغابة المُجاورة ... فترى الورد ....شق طريقك وسط الأشجار ! ..  تعلم شيئًا كان حلمًا لك .. إبذل جهدًا في شيء ما تحبه ، لا تنهي حياتك بنفسك .. كن سعيدًا .. ولكن أمضي في طريقك أيضًا لكي تتمكن من أن تعيش .. لكن في الطريق المُشجر .... طريق الحياة  .. ومتى جاء حلمك كالأسد وسط الغابة ... لا تجري منه إلى الطريق المضمون المميت ... أركض ناحية الأسد ... تمسك به لا تخاف ... فأنت بطل لأنك سرت عكس الإتجاه... لأنك فعلت ما هو روتيني بطريقتك الخاصة لتصل لحلمك  .... الحياة قصيرة؛  فافعل ما يجعلك سعيدًا !